كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



ذلك الافتتاح كان نصيب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة؛ ثم مضى السياق يصف نعمة الله على المؤمنين بهذا الفتح، ومس يده لقلوبهم بالسكينة، وما ادخره لهم في الآخرة من غفران وفوز ونعيم:
{هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماً ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً}..
والسكينة لفظ معبر مصور ذو ظلال؛ والسكينة حين ينزلها الله في قلب، تكون طمأنينة وراحة، ويقيناً وثقة، ووقاراً وثباتاً، واستسلاماً ورضى.
ولقد كانت قلوب المؤمنين في هذه الواقعة تجيش بمشاعر شتى، وتفور بانفعالات متنوعة. كان فيها الانتظار والتطلع إلى تصديق رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول المسجد الحرام؛ ثم مواجهة موقف قريش وقبول الرسول صلى الله عليه وسلم للرجوع عن البيت في هذا العام، بعد الإحرام، وبعد إشعار الهدي وتقليده. كان هذا أمراً شاقاً على نفوسهم ما في ذلك ريب. وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه جاء أبا بكر وهو مهتاج، فكان مما قال له- غير ما أثبتناه في صلب رواية الحادث-: أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال أبو بكر- الموصول القلب بقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينبض قلبه على دقات قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى. أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به. فتركه عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له فيما قال: أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال- صلى الله عليه وسلم: «بلى. أفأخبرتك أنا نأتيه العام؟». قال: لا. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «فإنك آتيه ومطوف به». فهذه صورة مما كان يجيش في القلوب..
وكان المؤمنون ضيقي الصدور بشروط قريش الأخرى، من رد من يسلم ويأتي محمداً بغير إذن وليه. ومن حميتهم الجاهلية في رد اسم الرحمن الرحيم. وفي رد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي أن علياً رضي الله عنه أبى أن يمحو هذه الصفة كما طلب سهيل بن عمرو بعد كتابتها، فمحاها رسول الله بنفسه وهو يقول: «اللهم إنك تعلم أني رسولك».
وكانت حميتهم لدينهم وحماستهم للقاء المشركين بالغة، يبدو هذا في بيعتهم الإجماعية؛ ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمهادنة والرجوع. فلم يكن هيناً على نفوسهم أن تنتهي الأمور إلى ما انتهت إليه. يبدو هذا في تباطئهم في النحر والحلق، حتى قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً. وهم من هم طاعة لأمر رسول الله وامتثالاً. كالذي حكاه عنهم لقريش عروة ابن مسعود الثقفي. ولم ينحروا ويحلقوا أو يقصروا إلا حين رأوا رسول الله يفعل هذا بنفسه، فهزتهم هذه الحركة العملية ما لم يهزهم القول، وثابوا إلى الطاعة كالذي كان في دهشة المأخوذ!
وهم كانوا قد خرجوا من المدينة بنية العمرة، لا ينوون قتالاً، ولم يستعدوا له نفسياً ولا عملياً. ثم فوجئوا بموقف قريش، وبما شاع من قتلها لعثمان، وبإرسال النفر الذين رموا في عسكر المسلمين بالنبل والحجارة. فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المناجزة وطلب البيعة أعطوها له عن بكرة أبيهم. ولكن هذا لا ينفي موقف المفاجأة على غير ما كانت نفوسهم قد خرجت له. وهو بعض ما كان يجيش في قلوبهم من انفعالات وتأثرات. وهم ألف وأربعمائة وقريش في دارها، ومن خلفهم الأعراب والمشركون.
وحين يسترجع الإنسان هذه الصور يدرك معنى قوله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين}.. ويذوق طعم اللفظ وطعم العبارة، ويتصور الموقف يومئذ ويعيش فيه مع هذه النصوص، ويحس برد السكينة وسلامها في تلك القلوب.
ولما كان الله يعلم من قلوب المؤمنين يومئذ، أن ما جاش فيها جاش عن الإيمان، والحمية الإيمانية لا لأنفسهم، ولا لجاهلية فيهم. فقد تفضل عليهم بهذه السكينة: {ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم} والطمأنينة درجة بعد الحمية والحماسة، فيها الثقة التي لا تقلق، وفيها الرضى المطمئن باليقين.
ومن ثم يلّوح بأن النصر والغلب لم يكن عسيراً ولا بعيداً، بل كان هيناً يسيراً على الله لو اقتضت حكمته يومئذ أن يكون الأمر كما أراده المؤمنون، فإن لله جنوداً لا تحصى ولا تغلب، تدرك النصر وتحقق الغلب وقتما يشاء: {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيما}.. فهي حكمته وهو علمه، تسير الأمور وفقهما كما يريد.
وعن العلم والحكمة: {أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم}. ليحقق لهم ما قدره من فوز ونعيم:
{ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً}..
وإذا كان هذا في حساب الله فوزاً عظيماً، فهو فوز عظيم! فوز عظيم في حقيقته، وفوز عظيم في نفوس من ينالونه من عند الله مقدراً بتقديره، موزوناً بميزانه.. ولقد فرح المؤمنون يومها بما كتب الله لهم؛ وكانوا قد تطلعوا بعدما سمعوا افتتاح السورة، وعلموا منه ما أفاض الله على رسوله. تطلعوا إلى نصيبهم هم، وسألوا عنه، فلما سمعوا وعلموا فاضت نفوسهم بالرضى والفرح واليقين.
ثم أنبأهم بجانب آخر من جوانب حكمته فيما قدر في هذا الحادث؛ وهو مجازاة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، بما يصدر عنهم من عمل وتصرف:
{ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيما}..
وقد جمع النص بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات في صفة ظن السوء بالله؛ وعدم الثقة بنصرته للمؤمنين. وفي أنهم جميعاً {عليهم دائرة السوء} فهم محصورون فيها، وهي تدور عليهم وتقع بهم. وفي غضب الله عليهم ولعنته لهم، وفيما أعده لهم من سوء المصير.. ذلك أن النفاق صفة مرذولة لا تقل عن الشرك سوءاً، بل إنها أحط؛ ولأن أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات، وإن اختلف هذا الأذى وذاك في مظهره ونوعه.
وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله. فالقلب المؤمن حسن الظن بربه، يتوقع منه الخير دائماً. يتوقع منه الخير في السراء والضراء. ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين. وسر ذلك أن قلبه موصول بالله. وفيض الخير من الله لا ينقطع أبداً. فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة، وأحسها إحساس مباشرة وتذوق.
فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله. ومن ثم لا يحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها، فيسوء ظنهم بالله؛ وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور، ويبنون عليها أحكامهم. ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا؛ على غير ثقة بقدر الله وقدرته، وتدبيره الخفي اللطيف.
وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع؛ وبين حالهم عنده، وما أعده لهم في النهاية. ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته:
{ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيما}..
فلا يعييه من أمرهم شيء، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء، وله جنود السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.
ثم عاد بالخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منوهاً بوظيفته، مبيناً للغاية منها، موجهاً المؤمنين إلى واجبهم مع ربهم بعد تبليغهم رسالته، مع ردهم في بيعتهم إلى الله مباشرة، وعقد العقدة معه جل جلاله، وذلك حين يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم ويتعاقدون معه. وفي ذلك تشريف لبيعة الرسول وتكريم واضح لهذا التعاقد:
{إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتُعزِّروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً}..
فالرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على هذه البشرية التي أرسل إليها، يشهد أنه بلغها ما أمر به، وأنها استقبلته بما استقبلته، وأنه كان منها المؤمنون، ومنها الكافرون، ومنها المنافقون. وكان منها المصلحون ومنها المفسدون. فيؤدي الشهادة كما أدى الرسالة. وهو مبشر بالخير والمغفرة والرضى وحسن الجزاء للمؤمنين الطائعين، ونذير بسوء المنقلب والغضب. واللعنة والعقاب للكافرين والمنافقين والعصاة والمفسدين..
هذه وظيفة الرسول. ثم يلتفت بالخطاب إلى المؤمنين، يكشف لهم عن الغاية المرجوة لهم من الرسالة. إنها الإيمان بالله ورسوله، ثم النهوض بتكاليف الإيمان، فينصرون الله بنصرة منهجه وشريعته ويوقرونه في نفوسهم بالشعور بجلاله؛ وينزهونه بالتسبيح والتحميد طرفي النهار في البكور والأصيل، وهي كناية عن اليوم كله، لأن طرفي النهار يضمان ما بينهما من آونة. والغرض هو اتصال القلب بالله في كل آن. فهذه هي ثمرة الإيمان المرجوة للمؤمنين من إرسال الرسول شاهداً ومبشراً ونذيراً.
وقد جاء صلى الله عليه وسلم ليصلهم بالله، ويعقد بينهم وبينه بيعة ماضية لا تنقطع بغيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم. فهو حين يضع يده في أيديهم مبايعاً، فإنما يبايع عن الله: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم}.. وهو تصوير رهيب جليل للبيعة بينهم وبين رسول الله- صل الله عليه وسلم- والواحد منهم يشعر وهو يضع يده في يده، أن يد الله فوق أيديهم.
فالله حاضر البيعة. والله صاحبها. والله آخذها. ويده فوق أيدي المتبايعين.. ومن؟ الله! يا للهول! ويا للروعة! ويا للجلال!
وإن هذه الصورة لتستأصل من النفس خاطر النكث بهذه البيعة- مهما غاب شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله حاضر لا يغيب. والله آخذ في هذه البيعة ومعط، وهو عليها رقيب.
{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}..
فهو الخاسر في كل جانب. هو الخاسر في الرجاع عن الصفقة الرابحة بينه وبين الله تعالى. وما من بيعة بين الله وعبد من عباده إلا والعبد فيها هو الرابح من فضل الله، والله هو الغني عن العالمين. وهو الخاسر حين ينكث وينقض عهده مع الله فيتعرض لغضبه وعقابه على النكث الذي يكرهه ويمقته، فالله يحب الوفاء ويحب الأوفياء.
{ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما}..
هكذا على إطلاقه: {أجراً عظيماً}.. لا يفصله ولا يحدده. فهو الأجر الذي يقول عنه الله إنه عظيم.
عظيم بحساب الله وميزانه ووصفه الذي لا يرتقي إلى تصوره أبناء الأرض المقلون المحدودون الفانون!
وعندما يصل إلى حقيقة البيعة، وإلى خاطر النكث وخاطر الوفاء، يلتفت بالحديث إلى المخلفين من الأعراب، الذين أبوا أن يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسوء ظنهم بالله، ولتوقعهم الشر والضر للمؤمنين الخارجين، الذاهبين إلى قريش في عقر دارها، وهي غزت المدينة قبل ذلك عامين متوالين.. يلتفت إليهم لينبئ الرسول صلى الله عليه وسلم عما سيعتذرون به إليه بعد عودته سالماً هو ومن معه، وقد هادنته قريش ولم تقاتله، وعقدت معه معاهدة يبدو فيها- مهما كان شروطها- التراجع من قريش، واعتبار محمد صلى الله عليه وسلم نداً لها تهادنه وتتقي خصومته. ويكشف له عن الأسباب الحقيقية لعدم خروجهم معه، ويفضحهم ويقفهم مكشوفين أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمام المؤمنين. كما ينبئه بما فيه البشرى له وللخارجين معه؛ وهو أنهم سيخرجون إلى مغانم قريبة ميسورة، وأن المخلفين من الأعراب سيطلبون الخروج معه لينالوا من هذه الغنائم السهلة. ويلقنه طريقة معاملتهم حينئذ والرد عليهم. فلا يقبل منهم الخروج معه في هذا الوجه القريب الميسور الذي سيقتصر على من خرجوا من قبل وحضروا الحديبية. إنما ينبئهم بأن هنالك وجهاً آخر فيه مشقة وفيه قتال مع قوم أولي بأس شديد. فإن كانوا حقاً يريدون الخروج فليخرجوا يومئذ، حيث يقسم الله لهم بما يريد. فإن أطاعوا كان لهم الأجر الكبير، وإن عصوا كما عصوا من قبل كان لهم العذاب الشديد:
{سيقول لك المخلَّفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً بل كان الله بما تعملون خبيرا بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفوراً رحيما سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتَّبِعكم يريدون أن يبدِّلوا كلام الله قل لن تَتَّبِعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليما}..
والقرآن لا يكتفي بحكاية أقوال المخلفين والرد عليها؛ ولكنه يجعل من هذه المناسبة فرصة لعلاج أمراض النفوس، وهواجس القلوب، والتسلل إلى مواطن الضعف والانحراف لكشفها تمهيداً لعلاجها والطب لها. ثم لإقرار الحقائق الباقية والقيم الثابتة، وقواعد الشعور والتصور والسلوك.
فالمخلفون من الأعراب- وكانوا من أعراب غفار ومزينة وأشجع وأسلم وغيرهم ممن حول المدينة- سيقولون اعتذاراً عن تخلفهم: {شغلتنا أموالنا وأهلونا}.. وليس هذا بعذر. فللناس دائماً أهل وأموال. ولو كان مثل هذا يجوز أن يشغلهم عن تكاليف العقيدة، وعن الوفاء بحقها ما نهض أحد قط بها.. وسيقولون {فاستغفر لنا}.. وهم ليسوا صادقين في طلب الاستغفار كما ينبئ الله رسوله صلى الله عليه وسلم «يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم».
هنا يرد عليهم بتقرير حقيقة القدر الذي لا يدفعه تخلف، ولا يغيره إقدام؛ وبحقيقة القدرة التي تحيط بالناس وتتصرف في أقدارهم كما تشاء. وبحقيقة العلم الكامل الذي يصرف الله قدره على وفقه:
{قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً بل كان الله بما تعملون خبيراً}..
وهو سؤال يوحي بالاستسلام لقدر الله؛ والطاعة لأمره بلا توقف ولا تلكؤ. فالتوقف أو التلكؤ لن يدفع ضرراً، ولا يؤخر نفعاً. وانتحال المعاذير لا يخفى على علم الله. ولا يؤثر في جزائه وفق علمه المحيط. وهو توجيه تربوي في وقته وفي جوه وفي مناسبته على طريقة القرآن.
{بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزُيِّن ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بورا}..